أسباب إدمان الكحول: عوامل الخطر والتحفيز
مقدمة
إدمان الكحول هو حالة مرضية معقدة تتميز بالاستهلاك القهري للكحول على الرغم من العواقب السلبية التي يسببها على الصحة والعلاقات الاجتماعية والعمل. يُعرف طبياً باسم “اضطراب استخدام الكحول” وهو حالة تتطور عندما يصبح الشخص معتمداً نفسياً وجسدياً على الكحول، مما يجعل التوقف عن الشرب أمراً صعباً للغاية.
إن أسباب إدمان الكحول ليست بسيطة أو أحادية البعد. بل هي نتيجة تفاعل معقد بين مجموعة متنوعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية. يمكن لهذه العوامل أن تتفاعل بطرق مختلفة لدى كل شخص، مما يجعل فهم إدمان الكحول تحدياً فريداً في مجال الصحة النفسية.
في هذا المقال، سنستكشف عوامل الخطر المختلفة والمحفزات التي يمكن أن تؤدي إلى إدمان الكحول، مع التركيز على فهم الأسباب الكامنة وراء تطور هذه الحالة المعقدة. سنتناول كيف تساهم العوامل الوراثية، وتاريخ العائلة، والصحة النفسية، والتجارب المؤلمة، والعوامل الاجتماعية في زيادة خطر الإدمان، بالإضافة إلى فهم المحفزات اليومية التي قد تدفع الشخص نحو الاستمرار في تعاطي الكحول.
عوامل الخطر لإدمان الكحول
الاستعداد الوراثي
تلعب الجينات دوراً هاماً في أسباب إدمان الكحول، حيث أظهرت الدراسات أن العوامل الوراثية قد تمثل حوالي 40-60% من خطر الإصابة باضطراب استخدام الكحول. هناك جينات محددة تم ربطها بزيادة خطر إدمان الكحول، منها:
- جينات ADH و ALDH: هذه الجينات تنظم إنزيمات تكسير الكحول في الجسم. الاختلافات في هذه الجينات يمكن أن تؤثر على كيفية استجابة الجسم للكحول.
- جينات GABRA2: ترتبط بمستقبلات الناقل العصبي GABA، وهو مهم في تأثيرات الكحول المهدئة.
- جينات DRD2: متعلقة بمستقبلات الدوبامين في الدماغ، والتي تلعب دوراً في مشاعر المكافأة والمتعة المرتبطة باستهلاك الكحول.
الاختلافات الجينية يمكن أن تؤثر على كيفية استقلاب الكحول في الجسم، ومدى حساسية الشخص لتأثيراته، وكذلك على الرغبة الشديدة في شرب المزيد، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطوير أسباب إدمان الكحول.
تاريخ العائلة
يُعد وجود تاريخ عائلي لإدمان الكحول من أقوى عوامل الخطر لتطوير المشكلة ذاتها. الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (الوالدين، الأشقاء) يعانون من إدمان الكحول يكونون أكثر عرضة بمرتين إلى أربع مرات لتطوير المشكلة مقارنة بالعامة.
يرجع تأثير التاريخ العائلي إلى عاملين رئيسيين:
- العوامل الوراثية المشتركة: كما ذكرنا سابقاً، يمكن أن تنتقل الجينات التي تزيد من قابلية الإدمان عبر الأجيال.
- التأثيرات البيئية: النشأة في بيئة يكون فيها تعاطي الكحول أمراً طبيعياً أو مقبولاً اجتماعياً يمكن أن يزيد من خطر الإدمان.
“الوراثة تحمل البندقية، لكن البيئة تضغط على الزناد.” – هذه المقولة تلخص التفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والبيئية في تطوير إدمان الكحول.
عمر بداية الاستخدام
تشير الأبحاث إلى أن عمر الشخص عند بداية استهلاك الكحول يمثل عاملاً حاسماً في تحديد مخاطر الإدمان في المستقبل. الأشخاص الذين يبدأون في شرب الكحول قبل سن 15 عاماً يكونون أكثر عرضة بأربع مرات لتطوير إدمان الكحول مقارنة بمن يبدأون بعد سن 21.
هناك عدة أسباب تجعل البداية المبكرة من عوامل خطر إدمان الكحول:
- الدماغ قيد التطور: دماغ المراهق لا يزال في مرحلة نمو حرجة، خاصة في مناطق المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم في الاندفاع.
- تأثيرات تعليمية: يتعلم الدماغ الشاب بسرعة أكبر الارتباط بين الكحول والمكافأة.
- تعطيل النمو الطبيعي: يمكن للاستهلاك المبكر للكحول أن يعطل تطور المهارات الاجتماعية الصحية وآليات التكيف.
العمر عند بداية استهلاك الكحول | نسبة خطر تطوير الإدمان |
---|---|
أقل من 15 سنة | 4 أضعاف |
15-17 سنة | 3 أضعاف |
18-20 سنة | ضعفان |
21 سنة فأكثر | خط الأساس |
اضطرابات الصحة النفسية
هناك علاقة قوية ومتبادلة بين أسباب إدمان الكحول واضطرابات الصحة النفسية. يُعرف هذا باسم “الاضطرابات المتزامنة” أو “التشخيص المزدوج”. تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 40-60% من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب استخدام الكحول يعانون أيضاً من اضطراب نفسي آخر على الأقل.
الاضطرابات النفسية التي ترتبط بشكل خاص بزيادة خطر إدمان الكحول تشمل:
- الاكتئاب: غالباً ما يستخدم الأشخاص الكحول للتعامل مع مشاعر الحزن والاكتئاب، مما يخلق حلقة مفرغة حيث أن الكحول نفسه مادة مثبطة تفاقم أعراض الاكتئاب على المدى الطويل.
- اضطرابات القلق: قد يلجأ البعض للكحول لتخفيف أعراض القلق، رغم أن الآثار المهدئة قصيرة المدى يمكن أن تؤدي إلى زيادة القلق “ارتدادي” عند زوال تأثير الكحول.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يرتبط بمعدلات أعلى من إدمان الكحول، حيث يستخدم البعض الكحول لتخدير الذكريات المؤلمة.
- اضطراب ثنائي القطب: يرتبط بمعدلات أعلى من إدمان الكحول، خاصة خلال نوبات الهوس.
- اضطرابات الشخصية: خاصة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الحدية.
يمكن أن تعمل هذه الاضطرابات كأسباب إدمان الكحول من خلال عدة آليات:
- التداوي الذاتي: استخدام الكحول للتخفيف من الأعراض النفسية المزعجة.
- الضعف البيولوجي المشترك: قد تكون هناك آليات عصبية وجينية مشتركة تزيد من قابلية الإصابة بكلا الحالتين.
- تفاقم متبادل: يمكن لكل حالة أن تزيد من شدة الأخرى، مما يخلق دورة تغذية ذاتية.
الصدمات وسوء المعاملة
تعتبر التجارب الصادمة، خاصة في مرحلة الطفولة، من أهم أسباب إدمان الكحول. دراسة التجارب السلبية في الطفولة (ACEs) أظهرت أن الأشخاص الذين تعرضوا لأربعة أنواع أو أكثر من هذه التجارب يكونون أكثر عرضة بـ 7 مرات لتطوير مشاكل مع الكحول.
تشمل التجارب الصادمة التي ترتبط بزيادة خطر إدمان الكحول:
- الإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية
- إهمال الطفل
- العيش مع أفراد الأسرة المدمنين أو المصابين بأمراض عقلية
- العنف المنزلي
- السجن أو الانفصال الأسري
- الصدمات الكبيرة في مرحلة البلوغ (مثل خبرات الحرب، الكوارث الطبيعية، الاعتداءات)
تؤثر الصدمات على أسباب إدمان الكحول من خلال:
- تغييرات في استجابة الدماغ للإجهاد: الصدمة يمكن أن تغير نظام الاستجابة للتوتر، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإدمان.
- مهارات تكيف غير صحية: قد يفتقر الناجون من الصدمة إلى مهارات التكيف الصحية، مما يجعلهم يعتمدون على الكحول للتعامل مع المشاعر الصعبة.
- محاولة تخدير الألم النفسي: غالباً ما يستخدم الكحول لتخفيف الذكريات المؤلمة والمشاعر المرتبطة بالصدمة.
العزلة الاجتماعية
تعد العزلة الاجتماعية والافتقار إلى الدعم الاجتماعي من عوامل الخطر القوية لإدمان الكحول. البشر كائنات اجتماعية بطبيعتهم، والروابط الاجتماعية الصحية ضرورية للرفاهية النفسية.
العزلة الاجتماعية تزيد من أسباب إدمان الكحول من خلال:
- غياب آليات الدعم: الأشخاص المعزولون يفتقرون إلى شبكات الدعم التي يمكن أن تساعدهم في أوقات التوتر.
- انخفاض المراقبة الاجتماعية: بدون علاقات وثيقة، هناك القليل من الضوابط الخارجية على سلوك الشرب.
- الملل والفراغ: يمكن أن تؤدي العزلة إلى الملل، مما يزيد من احتمالية استخدام الكحول كوسيلة للترفيه.
- زيادة الشعور بالوحدة والاكتئاب: هذه المشاعر يمكن أن تكون محفزاً قوياً لاستهلاك الكحول.
الدراسات تظهر أن الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية يكونون أكثر عرضة بنسبة 30% لتطوير مشاكل مع الكحول مقارنة بأولئك الذين لديهم شبكات اجتماعية قوية.
محفزات إدمان الكحول
أحداث الحياة المجهدة
أحداث الحياة المجهدة تشكل محفزاً قوياً يمكن أن يؤدي إلى بداية أو تفاقم إدمان الكحول. هذه الأحداث تخلق استجابة توتر في الجسم، ويمكن أن يلجأ الأشخاص إلى الكحول كوسيلة للتكيف مع هذا التوتر.
من بين أهم أحداث الحياة المجهدة التي ترتبط بأسباب إدمان الكحول:
- فقدان الوظيفة والضغوط المالية: البطالة والديون والمشاكل المالية يمكن أن تسبب قلقاً شديداً، مما يدفع البعض للبحث عن راحة مؤقتة في الكحول.
- مشاكل العلاقات: الطلاق، الانفصال، أو النزاعات المستمرة في العلاقات يمكن أن تكون محفزاً قوياً.
- وفاة شخص عزيز: الحزن والخسارة يمكن أن يدفعا الشخص للبحث عن آليات للتكيف، وأحياناً يكون الكحول هو الخيار السهل.
- تغييرات الحياة الكبرى: الانتقال، تغيير الوظائف، أو حتى الأحداث الإيجابية مثل الزواج أو إنجاب طفل يمكن أن تسبب توتراً كبيراً.
- المشاكل الصحية: تشخيص مرض مزمن أو إصابة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة استهلاك الكحول.
يمكن تفسير العلاقة بين الإجهاد وإدمان الكحول على المستوى البيولوجي:
- هرمونات التوتر: يؤدي الإجهاد إلى إطلاق هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تثير الرغبة الشديدة في الكحول.
- تأثير مضاد للقلق: يعمل الكحول في البداية كمضاد للقلق، مما يعزز الارتباط بين مواجهة التوتر والشرب.
المحفزات الاجتماعية
تلعب البيئة الاجتماعية دوراً محورياً في أسباب إدمان الكحول. المواقف الاجتماعية والضغط من الأقران يمكن أن تكون محفزات قوية لاستهلاك الكحول، حتى لدى الأشخاص الذين يحاولون الحد من الشرب أو التوقف عنه.
المحفزات الاجتماعية الشائعة تشمل:
- المناسبات الاجتماعية: الحفلات، والتجمعات، والأعياد، والمناسبات الخاصة التي يكون فيها أسباب إدمان الكحول جزءاً من الاحتفال.
- ضغط الأقران: التشجيع المباشر على الشرب من الأصدقاء أو الزملاء (“شرب نخب واحد لن يضر”).
- المعايير الاجتماعية: في بعض المجموعات والثقافات الفرعية، يُنظر إلى شرب الكحول بكميات كبيرة على أنه سلوك مقبول أو حتى مُحبذ.
- الارتباط بالأنشطة الترفيهية: ربط الشرب بأنشطة مثل مشاهدة المباريات الرياضية أو الخروج للعشاء.
- الارتباط بالشبكات المهنية: في بعض الصناعات، يمكن أن تكون ثقافة احتساء الكحول مرتبطة بالتواصل المهني والترقي الوظيفي.
من المهم فهم أن التأثير الاجتماعي يمكن أن يعمل بطرق ظاهرة وخفية:
- التأثير المباشر: الضغط الصريح للشرب.
- النمذجة الاجتماعية: تقليد سلوك الآخرين في المجموعة.
- التطبيع: رؤية استهلاك الكحول بكثرة يجعله يبدو “طبيعياً”.
المحفزات البيئية
المحفزات البيئية هي العناصر في البيئة المادية التي يمكن أن تثير الرغبة الشديدة في الكحول وتؤدي إلى السلوك الإدمانى. هذه المحفزات تعمل من خلال الارتباطات الشرطية التي تتشكل مع مرور الوقت.
أهم المحفزات البيئية التي تساهم في أسباب إدمان الكحول تشمل:
- الأماكن: الحانات، النوادي الليلية، المطاعم، أو حتى أجزاء معينة من المنزل حيث اعتاد الشخص على الشرب.
- الإعلانات والتسويق: التعرض لإعلانات الكحول التي غالباً ما تربط الشرب بالمتعة والنجاح الاجتماعي.
- توفر الكحول: سهولة الوصول إلى الكحول في المنزل أو في المحيط القريب.
- الروائح والأصوات: روائح معينة (مثل رائحة الخمر) أو أصوات (مثل فتح علبة بيرة) يمكن أن تثير الرغبة الشديدة.
- الأشياء المرتبطة بالشرب: رؤية أكواب الشرب، أو زجاجات الكحول، أو حتى الثلج يمكن أن تكون محفزة.
تعمل هذه المحفزات من خلال:
- الإشراط الكلاسيكي: الارتباطات اللاإرادية التي تتطور بين هذه المحفزات وتأثيرات الكحول.
- الذاكرة العاطفية: تنشيط ذكريات تجارب الشرب السابقة والمشاعر المرتبطة بها.
- الاستجابات الفسيولوجية: يمكن أن تؤدي هذه المحفزات إلى تغييرات جسدية مثل زيادة إفراز اللعاب أو تغيرات في معدل ضربات القلب.
المحفزات العاطفية
المشاعر – سواء السلبية أو الإيجابية – يمكن أن تكون من أقوى محفزات استهلاك الكحول، وبالتالي تساهم في أسباب إدمان الكحول. كثير من الناس يستخدمون الكحول كآلية للتكيف مع الحالات العاطفية الصعبة، أو لتعزيز المشاعر الإيجابية.
المشاعر السلبية كمحفزات:
- الحزن والاكتئاب: استخدام الكحول لتخدير مشاعر الحزن العميق.
- القلق والتوتر: الاعتماد على التأثير المهدئ للكحول للتخفيف من القلق.
- الغضب والإحباط: الشرب للتنفيس عن الغضب أو التعامل مع الإحباط.
- الخجل والذنب: محاولة إخفاء هذه المشاعر المؤلمة من خلال الكحول.
- الملل: استخدام الكحول كوسيلة للهروب من الشعور بالفراغ.
المشاعر الإيجابية كمحفزات:
- السعادة والاحتفال: ربط الكحول بالمناسبات السعيدة والاحتفالات.
- الإثارة: تعزيز المشاعر المبهجة من خلال الكحول.
- الراحة والاسترخاء: استخدام الكحول كطقس للاسترخاء بعد يوم طويل.
النقطة المهمة هي أن الاعتماد على الكحول للتعامل مع المشاعر – سواء السلبية أو الإيجابية – يمكن أن يؤدي إلى حلقة مفرغة:
- استخدام الكحول للتعامل مع المشاعر
- تطوير التحمل، مما يعني الحاجة إلى المزيد من الكحول للحصول على نفس التأثير
- انخفاض القدرة على التعامل مع المشاعر بطرق صحية
- زيادة الاعتماد على الكحول
تقييم ذاتي: هل أنت معرض لخطر إدمان الكحول؟
فيما يلي قائمة تحقق قصيرة يمكنك استخدامها لتقييم عوامل الخطر والمحفزات المحتملة في حياتك. للإجابة، ضع علامة “نعم” أو “لا” لكل سؤال:
- هل لديك تاريخ عائلي من إدمان الكحول (الوالدين، الأشقاء، الأجداد)؟
- هل بدأت شرب الكحول قبل سن 15؟
- هل تعاني من اضطراب نفسي مشخص مثل الاكتئاب أو القلق؟
- هل تعرضت لصدمة كبيرة أو إساءة في طفولتك؟
- هل تعاني من العزلة الاجتماعية أو نقص في الدعم الاجتماعي؟
- هل تستخدم الكحول للتعامل مع التوتر أو المشاكل؟
- هل تشعر بضغط من أصدقائك أو عائلتك لشرب الكحول؟
- هل تعيش أو تعمل في بيئة يكون فيها الكحول متاحاً بسهولة؟
- هل تواجه صعوبة في إدارة المشاعر القوية بدون الكحول؟
- هل مررت مؤخراً بأحداث حياة مجهدة كبيرة (طلاق، فقدان وظيفة، وفاة شخص قريب)؟
التقييم: كلما زاد عدد الإجابات بـ “نعم”، زاد خطر التعرض لمشاكل مع الكحول. إذا أجبت بـ “نعم” على 3 أسئلة أو أكثر، فقد يكون من المفيد مراجعة أنماط استهلاكك للكحول والتفكير في طلب المساعدة المهنية.
الخاتمة
بعد استعراضنا لأسباب إدمان الكحول المختلفة، يتضح أن إدمان الكحول هو حالة معقدة تنشأ من تفاعل مجموعة متنوعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية. فهم هذه العوامل أمر ضروري لتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج.
نلخص فيما يلي أهم عوامل الخطر والمحفزات التي تناولناها:
- عوامل الخطر: الاستعداد الوراثي، تاريخ العائلة، عمر بداية الاستخدام، اضطرابات الصحة النفسية، الصدمات وسوء المعاملة، العزلة الاجتماعية.
- المحفزات: أحداث الحياة المجهدة، المحفزات الاجتماعية، المحفزات البيئية، المحفزات العاطفية.
من المهم أن نؤكد أن وجود عوامل خطر لا يعني حتمية الإصابة بإدمان الكحول. هناك العديد من العوامل الوقائية التي يمكن أن تساعد في منع تطور الإدمان، مثل:
- شبكات دعم اجتماعي قوية
- مهارات تكيف صحية للتعامل مع التوتر والمشاعر الصعبة
- الوعي بالمخاطر والتاريخ العائلي
- الوصول إلى الرعاية الصحية والموارد العلاجية
- سياسات عامة تحد من توفر الكحول وتنظم تسويقه
معالجة أسباب إدمان الكحول تتطلب نهجاً شاملاً يأخذ في الاعتبار جميع هذه العوامل. النهج الأكثر فعالية يجمع بين:
- العلاج الطبي لإدارة الأعراض الجسدية للانسحاب والاعتماد
- العلاج النفسي لمعالجة المشكلات النفسية الكامنة وتطوير مهارات التكيف الصحية
- الدعم الاجتماعي من خلال مجموعات المساعدة الذاتية والعائلة والأصدقاء
- تغييرات في نمط الحياة تعزز الصحة العامة والرفاهية
دعوة للعمل: إذا كنت تكافح مع استهلاك الكحول أو قلق بشأن عوامل الخطر المحتملة في حياتك، فلا تتردد في طلب المساعدة. هناك العديد من الموارد المتاحة، من خطوط المساعدة إلى مجموعات الدعم إلى المتخصصين في الصحة النفسية. تذكر أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل خطوة شجاعة نحو التعافي والصحة.
الأسئلة الشائعة حول أسباب إدمان الكحول
هل إدمان الكحول مرض وراثي؟
الوراثة تلعب دوراً مهماً في قابلية الشخص لإدمان الكحول، إذ تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تشكل حوالي 40-60% من خطر تطوير الإدمان. لكن الجينات وحدها لا تحدد المصير. تفاعل العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية مع الاستعداد الوراثي هو ما يحدد في النهاية ما إذا كان الشخص سيطور الإدمان أم لا.
هل يمكن لشخص ليس لديه تاريخ عائلي أن يصبح مدمناً على الكحول؟
نعم، بالتأكيد. رغم أن التاريخ العائلي يزيد من المخاطر، فإن أي شخص يمكن أن يطور إدمان الكحول إذا تعرض لعوامل خطر كافية مثل الصدمات النفسية، اضطرابات الصحة النفسية، أو ظروف حياتية ضاغطة، خاصة عند استخدام الكحول كآلية رئيسية للتكيف.
كيف أعرف ما إذا كان استهلاكي للكحول قد تحول إلى إدمان؟
علامات الإنذار تشمل:
- الحاجة لشرب كميات متزايدة للحصول على نفس التأثير (التحمل)
- ظهور أعراض انسحاب عند التوقف عن الشرب
- استهلاك الكحول بكميات أكبر أو لفترات أطول مما كان مقصوداً
- محاولات فاشلة متكررة للسيطرة على الشرب أو التوقف عنه
- قضاء وقت كبير في الحصول على الكحول، شربه، أو التعافي من آثاره
- التخلي عن أنشطة مهمة اجتماعية أو مهنية بسبب الشرب
- الاستمرار في الشرب رغم المشاكل الجسدية أو النفسية التي يسببها
هل هناك مستوى “آمن” لاستهلاك الكحول؟
تختلف إرشادات الشرب الآمن بين البلدان والمنظمات الصحية. بشكل عام، تعتبر المخاطر أقل عند شرب الكحول باعتدال، وهو ما يُعرف عادةً بأنه مشروب واحد يومياً للنساء ومشروبان للرجال. ومع ذلك، هناك حالات ينصح فيها بالامتناع تماماً عن الكحول مثل الحمل، وجود تاريخ عائلي قوي من إدمان الكحول، أو عند تناول أدوية معينة. من المهم مناقشة استهلاك الكحول مع مقدم الرعاية الصحية.
هل يمكن الشفاء من إدمان الكحول؟
نعم، يمكن التعافي من إدمان الكحول، لكنه عادة ما يُنظر إليه كحالة مزمنة تتطلب إدارة مستمرة. نسب نجاح العلاج تختلف، والانتكاس شائع خلال مسار التعافي، لكنه لا يعني الفشل. كثير من الناس يحققون فترات طويلة من الامتناع عن الكحول والتعافي الناجح، خاصة مع الدعم المناسب والعلاج المستمر. بعض الناس يتعافون من خلال الامتناع التام، بينما يستطيع آخرون تحقيق “الشرب المعتدل” بنجاح، على الرغم من أن هذا النهج مثير للجدل ولا يناسب الجميع.
ما هو دور المجتمع في الوقاية من إدمان الكحول؟
للمجتمع دور حاسم في الوقاية من إدمان الكحول من خلال:
- تقليل وصم إدمان الكحول والتشجيع على طلب المساعدة
- دعم سياسات تحد من تسويق الكحول للقاصرين
- توفير بدائل ترفيهية وثقافية لا تتمحور حول الكحول
- تعزيز برامج التوعية في المدارس والجامعات وأماكن العمل
- دعم تمويل خدمات العلاج والوقاية
المصادر والمراجع
- الجمعية الأمريكية للطب النفسي. (2013). الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الإصدار الخامس).
- منظمة الصحة العالمية. (2019). التقرير العالمي عن أسباب إدمان الكحولوالصحة.
- المعهد الوطني لتعاطي أسباب إدمان الكحولوإدمانه (NIAAA anxiete sociale). (2021). فهم تأثير أسباب إدمان الكحولعلى الصحة.
- كوهين، م.، & داهل، ر. (2016). العوامل الوراثية في إدمان أسباب إدمان الكحول: دراسة مراجعة. مجلة الطب النفسي البيولوجي، 28(3)، 178-192.
- فيليبس، ج.، & جونسون، ت. (2018). الصدمة النفسية وإدمان أسباب إدمان الكحول: آليات وعلاجات. مجلة دراسات الكحول، 79(5), 537-550.
- مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). (2020). تأثير أسباب إدمان الكحولعلى الصحة العامة.
- براون، س.، & شوكيت، أ. (2017). الاضطرابات المتزامنة الرهاب الاجتماعي: إدمان أسباب إدمان الكحولواضطرابات الصحة النفسية. المجلة الدولية للصحة النفسية وإدمان المخدرات، 15(4), 231-245.
- الرابطة الأمريكية للإدمان. (2022). أسس علاج اضطرابات استخدام أسباب إدمان الكحول.
- آدمز، ك.، & كارتر، ب. (2019). العوامل الاجتماعية والثقافية في إدمان أسباب إدمان الكحول. دراسات معاصرة في الإدمان، 12(2), 145-160.
- ماركوس، د.، & سميث، ج. (2020). أحدث التقدم في فهم العوامل العصبية الحيوية لإدمان أسباب إدمان الكحول. مراجعات في علم الأعصاب، 31, 79-96.