كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي: دليل شامل للتعرف على الاضطراب وتشخيصه
المقدمة: ما وراء الشعور بالخجل
يعتبر الشعور ببعض التوتر في المواقف الاجتماعية أمراً طبيعياً يختبره معظم الناس في حياتهم. قد نشعر بالقلق عند التحدث أمام جمهور أو عند مقابلة أشخاص جدد، وهذا رد فعل إنساني طبيعي. لكن عندما يصبح هذا القلق شديداً ومستمراً ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، فقد يكون الشخص يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي. إذاً، كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي بشكل صحيح وما هي الخطوات المتبعة للتمييز بينه وبين الخجل الطبيعي؟
إن فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي أمر بالغ الأهمية للحصول على العلاج المناسب. فالتشخيص الدقيق يساعد في تمييز هذا الاضطراب عن غيره من المشكلات النفسية، ويفتح الباب أمام خيارات علاجية متعددة ومناسبة. كما أنه يساعد الشخص المصاب على فهم حالته بشكل أفضل، مما يخفف من شعوره بالوحدة أو الارتباك حول ما يمر به.
يتم تشخيص القلق الاجتماعي من قبل مهنيين مؤهلين في مجال الصحة النفسية، مثل الأطباء النفسيين، الأخصائيين النفسيين السريريين، أو الأطباء العامين المدربين على تشخيص الاضطرابات النفسية. ومن المهم أن نعلم أن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي لا يعتمد على اختبار دم أو فحص طبي واحد، بل هو عملية تقييم شاملة تتضمن عدة خطوات ومراحل.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي من خلال شرح المراحل المختلفة لعملية التشخيص، المعايير المستخدمة، وكيفية التمييز بينه وبين الاضطرابات الأخرى.
الخطوة الأولى: التقييم السريري والمقابلة
جمع المعلومات
تعتبر المقابلة السريرية الأداة الأساسية في تشخيص القلق الاجتماعي. خلال هذه المقابلة، يقوم المختص بجمع معلومات شاملة عن أعراض الشخص وتجاربه من خلال طرح مجموعة من الأسئلة المحددة التي تساعد في فهم طبيعة المشكلة.
عند البحث في كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي، نجد أن المختص يركز على أسئلة حول:
- طبيعة الأعراض: سواء كانت جسدية (مثل تسارع ضربات القلب، التعرق، الرعشة)، أو فكرية (مثل الخوف من التقييم السلبي)، أو سلوكية (مثل تجنب المواقف الاجتماعية).
- المواقف المحددة التي تثير القلق: مثل التحدث أمام الجمهور، مقابلة أشخاص جدد، التحدث مع شخصيات مهمة، تناول الطعام أمام الآخرين، استخدام المراحيض العامة، أو أي موقف اجتماعي آخر.
- شدة وتكرار القلق والخوف: كم مرة يحدث هذا القلق؟ وما مدى شدته؟ وهل يختلف من موقف لآخر؟
- الأفكار والمخاوف المحددة أثناء المواقف الاجتماعية: مثل الخوف من أن يلاحظ الآخرون علامات القلق (كالتعرق أو الارتجاف)، الخوف من قول شيء محرج، أو الخوف من الحكم السلبي.
- سلوكيات التجنب أو التحمل بصعوبة: هل يتجنب الشخص المواقف الاجتماعية تماماً؟ أم يتحملها مع الشعور بقلق شديد؟ وما هي استراتيجيات المواجهة التي يستخدمها؟
المختص الجيد يستمع بعناية ويلاحظ ليس فقط ما يقوله الشخص، بل أيضاً كيف يقوله وما هي لغة جسده أثناء المقابلة، لأن ذلك قد يوفر معلومات إضافية عن شدة الاضطراب.
التاريخ الشخصي والطبي
في إطار فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي بشكل دقيق، يقوم المختص أيضاً بجمع معلومات عن:
- بداية الأعراض: متى بدأ الشخص يشعر بهذا النوع من القلق؟ هل كان تدريجياً أم ظهر فجأة؟ هل كان مرتبطاً بحدث معين أو موقف صادم؟
- التاريخ الطبي العام: لاستبعاد الأسباب الجسدية التي قد تسبب أعراضاً مشابهة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض القلب.
- التاريخ النفسي: هل عانى الشخص سابقاً من اضطرابات نفسية أخرى؟ هل يعاني حالياً من اضطرابات أخرى كالاكتئاب أو إدمان المواد؟
- التاريخ العائلي: هل هناك تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية، خاصة اضطرابات القلق؟ حيث أظهرت الدراسات أن هناك عوامل وراثية قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي.
- تأثير الأعراض على الحياة اليومية: كيف تؤثر هذه الأعراض على العمل، الدراسة، العلاقات الشخصية، والأنشطة اليومية؟ هل منعت الشخص من تحقيق أهدافه أو الاستمتاع بحياته؟
هذه المعلومات تساعد المختص في بناء صورة أوضح عن حالة الشخص وتمييز اضطراب القلق الاجتماعي عن غيره من الاضطرابات التي قد تتشابه في بعض الأعراض.
تطبيق المعايير التشخيصية المعترف بها
الأدلة التشخيصية
عند البحث في كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي، نجد أن المختصين يعتمدون على أدلة معيارية معترف بها عالمياً للتشخيص، أهمها:
- الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والذي يعتبر المرجع الأكثر استخداماً في الولايات المتحدة وكثير من دول العالم.
- التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والذي يستخدم بشكل واسع في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
هذه الأدلة توفر معايير تشخيصية واضحة ومحددة تساعد المختصين على تشخيص الاضطرابات النفسية بشكل دقيق ومتسق.
معايير تشخيص القلق الاجتماعي
وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، فإن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي يتطلب استيفاء مجموعة من المعايير. دعونا نستعرض هذه المعايير بلغة مبسطة لفهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي:
- الخوف أو القلق الملحوظ: يجب أن يعاني الشخص من خوف أو قلق ملحوظ حول موقف اجتماعي واحد أو أكثر يُحتمل فيه التعرض للتدقيق من قبل الآخرين. قد تشمل هذه المواقف التفاعلات الاجتماعية (مثل محادثة مع شخص غريب)، أو التحدث أمام الآخرين، أو مراقبة الآخرين للشخص أثناء قيامه بنشاط ما.
- الخوف من التقييم السلبي: يخاف الشخص من أن يتصرف بطريقة أو يظهر أعراض قلق ستؤدي إلى تقييمه بشكل سلبي (كأن يتم اعتباره مهيناً، محرجاً، أو قد يؤدي إلى رفضه من قبل الآخرين).
- الاستثارة شبه الدائمة: المواقف الاجتماعية تثير الخوف أو القلق بشكل شبه دائم. في الأطفال، قد يظهر الخوف أو القلق في صورة بكاء، نوبات غضب، تجمد، التصاق، تقلص، أو عدم القدرة على الكلام في المواقف الاجتماعية.
- التجنب أو التحمل الشديد: يتم تجنب المواقف الاجتماعية، أو تحملها بقلق وخوف شديدين. هذا التجنب قد يؤثر بشكل كبير على روتين الشخص اليومي، وظيفته المهنية أو الأكاديمية، أو أنشطته الاجتماعية وعلاقاته.
- عدم التناسب: الخوف أو القلق لا يتناسب مع التهديد الفعلي الذي يمثله الموقف الاجتماعي والسياق الثقافي الاجتماعي. بمعنى أن ردة الفعل تكون مبالغ فيها مقارنة بما قد يحدث فعلياً.
- الاستمرارية: يستمر الخوف أو القلق أو التجنب عادةً لمدة 6 أشهر أو أكثر. هذا المعيار يساعد في التمييز بين القلق الاجتماعي المؤقت (مثل الذي يحدث عند الانتقال إلى مدرسة جديدة) واضطراب القلق الاجتماعي الذي يعتبر حالة مزمنة.
- الضيق أو الضعف السريري: تسبب الأعراض ضيقاً كبيراً سريرياً أو ضعفاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو مجالات وظيفية هامة أخرى. هذا المعيار أساسي في تشخيص كل الاضطرابات النفسية، حيث أن الأعراض يجب أن تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص لتعتبر اضطراباً.
- ليس بسبب حالة طبية أو مواد: لا تُعزى الأعراض بشكل أفضل إلى التأثيرات الفسيولوجية لمادة (مثل المخدرات أو الأدوية) أو حالة طبية أخرى.
- ليس بسبب اضطراب آخر: لا تُفسر الأعراض بشكل أفضل بواسطة اضطراب نفسي آخر، مثل اضطراب الهلع، اضطراب التشوه الجسمي، أو اضطراب طيف التوحد.
- الأخذ في الاعتبار الحالة الطبية المصاحبة: إذا كانت هناك حالة طبية أخرى (مثل السمنة، التأتأة، مرض باركنسون)، يجب أن يكون الخوف أو القلق غير مرتبط بها بشكل واضح أو مفرطاً عما يمكن توقعه.
فهم هذه المعايير يساعدنا في إدراك كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي بشكل علمي ومنهجي.
استبعاد الأسباب الأخرى (التشخيص التفريقي)
التشخيص التفريقي هو عملية تمييز اضطراب القلق الاجتماعي عن غيره من الحالات التي قد تتشابه معه في الأعراض. فكيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي من خلال استبعاد الحالات الأخرى؟
التمييز عن الخجل الطبيعي
الخجل صفة شخصية طبيعية، بينما اضطراب القلق الاجتماعي حالة مرضية. الخجل قد يسبب بعض الارتباك أو عدم الراحة في المواقف الاجتماعية، لكنه لا يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص. أما اضطراب القلق الاجتماعي فيسبب خوفاً شديداً وقلقاً مستمراً يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية ويؤثر بشكل ملحوظ على الحياة اليومية.
التمييز عن اضطرابات القلق الأخرى
- اضطراب القلق العام: يتميز بالقلق المستمر حول مجموعة واسعة من المواضيع، وليس فقط المواقف الاجتماعية.
- اضطراب الهلع: يتميز بنوبات هلع متكررة وغير متوقعة، وقد تحدث بدون مثير واضح.
- رهاب الخلاء (الأجورافوبيا): الخوف من الأماكن المفتوحة أو المزدحمة، أو المواقف التي قد يكون من الصعب الهروب منها.
التمييز عن الاكتئاب
غالباً ما يترافق اضطراب القلق الاجتماعي مع الاكتئاب، لكن من المهم تحديد أيهما التشخيص الأساسي وأيهما ثانوي، لأن ذلك قد يؤثر على خطة العلاج. الاكتئاب يتميز بالمزاج المنخفض، فقدان الاهتمام والمتعة، والشعور بالذنب والتفكير في الموت، بينما يركز القلق الاجتماعي على الخوف من التقييم السلبي في المواقف الاجتماعية.
التمييز عن اضطرابات أخرى
- اضطراب طيف التوحد: قد يظهر أشخاص مصابون باضطراب طيف التوحد صعوبات في التفاعل الاجتماعي، لكن هذه الصعوبات تنبع من مشكلات في فهم القواعد الاجتماعية وليس من الخوف من التقييم السلبي.
- اضطراب الشخصية التجنبية: هناك تداخل كبير بين اضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الشخصية التجنبية، لكن الأخير يتميز بنمط أكثر انتشاراً وثباتاً من التجنب الاجتماعي والحساسية للرفض، ويؤثر على الشخصية ككل.
استبعاد الحالات الطبية
بعض الحالات الطبية قد تسبب أعراضاً تشبه القلق الاجتماعي، مثل:
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- نقص سكر الدم
- اضطرابات القلب
- اضطرابات عصبية معينة
لذلك، قد يطلب المختص إجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد هذه الأسباب.
استبعاد تأثير المواد
بعض المواد قد تسبب أعراضاً قلقية تشبه اضطراب القلق الاجتماعي، مثل:
- الكافيين
- الكحول (خاصة أثناء الانسحاب)
- المخدرات
- بعض الأدوية
لذلك، يسأل المختص عن استخدام هذه المواد كجزء من عملية التشخيص.
استخدام أدوات التقييم (اختياري ولكن شائع)
في سياق فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي، من المهم الإشارة إلى أن المختصين قد يستخدمون أدوات تقييم معيارية لمساعدتهم في التشخيص وقياس شدة الأعراض. هذه الأدوات ليست بديلاً عن المقابلة السريرية، بل مكملة لها.
الاستبيانات ومقاييس التقييم الذاتي
هناك العديد من الاستبيانات ومقاييس التقييم الذاتي التي طُورت خصيصاً لقياس أعراض القلق الاجتماعي، ومن أشهرها:
- مقياس ليبويتز للقلق الاجتماعي (LSAS): يقيم الخوف والتجنب في 24 موقفاً اجتماعياً مختلفاً.
- قائمة الخوف الاجتماعي (SPIN): تقيم الخوف، التجنب، والأعراض الفسيولوجية المرتبطة بالقلق الاجتماعي.
- مقياس القلق في التفاعل الاجتماعي (SIAS): يركز على القلق المرتبط بالتفاعلات الاجتماعية المتبادلة.
- مقياس الخوف من التقييم السلبي (FNE): يقيس الخوف من التقييم السلبي، وهو عرض أساسي في اضطراب القلق الاجتماعي.
هذه المقاييس تساعد في:
- قياس شدة الأعراض بشكل كمي
- تحديد المواقف التي تسبب أكبر قدر من القلق
- متابعة التغيرات في شدة الأعراض مع مرور الوقت وخلال فترة العلاج
- توثيق استجابة المريض للعلاج
من المهم التأكيد على أن هذه الأدوات لا تستخدم وحدها للتشخيص، بل تساعد المختص في جمع معلومات إضافية تدعم عملية التشخيص.
مقاييس يكملها الطبيب
بالإضافة إلى مقاييس التقييم الذاتي، هناك مقاييس يقوم المختص نفسه بإكمالها بناءً على ملاحظاته وتقييمه للمريض، مثل:
- المقياس السريري للقلق (CAS)
- مقياس هاميلتون للقلق (HAM-A)
- المقياس السريري للانطباع العام (CGI)
هذه المقاييس توفر تقييماً أكثر موضوعية لحالة المريض وتساعد في تتبع التغيرات في شدة الأعراض مع مرور الوقت.
تجميع الصورة الكاملة والوصول للتشخيص
تكامل المعلومات
بعد جمع كل المعلومات السابقة، يأتي دور المختص في تكاملها للوصول إلى التشخيص. فكيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي من خلال دمج كل هذه المعلومات؟
المختص يقوم بتحليل:
- نتائج المقابلة السريرية
- مدى انطباق المعايير التشخيصية
- نتائج استبعاد الأسباب الأخرى (التشخيص التفريقي)
- نتائج أدوات التقييم (إن استخدمت)
- التاريخ الشخصي والطبي للمريض
- تأثير الأعراض على حياة المريض اليومية
التوصل إلى التشخيص النهائي
بناءً على تحليل كل هذه المعلومات، يتوصل المختص إلى أحد القرارات التالية:
- تأكيد تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي.
- نفي وجود اضطراب القلق الاجتماعي واقتراح تشخيص بديل إذا كان ذلك مناسباً.
- الحاجة إلى مزيد من التقييم أو المتابعة قبل الوصول إلى تشخيص نهائي.
في بعض الحالات، قد يكون لدى الشخص أكثر من اضطراب في نفس الوقت، مثل اضطراب القلق الاجتماعي مع الاكتئاب أو إدمان المواد. في هذه الحالات، يحدد المختص التشخيص الأساسي والتشخيصات المصاحبة.
توضيح التشخيص للمريض
جزء مهم من عملية التشخيص هو توضيحه للشخص المعني بطريقة مفهومة ومتعاطفة. المختص الجيد يقوم بـ:
- شرح طبيعة اضطراب القلق الاجتماعي وأسبابه المحتملة.
- توضيح أن اضطراب القلق الاجتماعي حالة طبية معترف بها وليس ضعفاً شخصياً أو نقصاً في الشخصية.
- شرح خيارات العلاج المتاحة وفعاليتها.
- الإجابة على أي أسئلة أو مخاوف لدى الشخص.
- تقديم مواد تثقيفية إضافية إذا كان ذلك متاحاً.
هذه الخطوة مهمة جداً لأنها تساعد الشخص على فهم حالته بشكل أفضل وتحفزه على الالتزام بالعلاج.
خاتمة: التشخيص كخطوة أولى للعلاج
تلخيص العملية
كما رأينا، فإن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي ليس بالأمر البسيط، بل هو عملية شاملة تتطلب خبرة مهنية وتقييماً دقيقاً. عندما نفهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي، ندرك أهمية اللجوء إلى المختصين المؤهلين بدلاً من محاولة التشخيص الذاتي.
أهمية عدم التشخيص الذاتي
على الرغم من توفر الكثير من المعلومات على الإنترنت حول اضطراب القلق الاجتماعي، إلا أنه من الخطر الاعتماد على التشخيص الذاتي لعدة أسباب:
- قد تكون الأعراض ناتجة عن حالة طبية أو اضطراب نفسي آخر يحتاج إلى علاج مختلف.
- قد يؤدي التشخيص الذاتي إلى القلق الزائد أو التقليل من خطورة الحالة.
- قد يؤدي إلى اختيار علاجات غير مناسبة أو غير فعالة.
التشخيص يفتح الباب للعلاج
إن فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي بشكل صحيح هو الخطوة الأولى والأساسية نحو العلاج الفعال. التشخيص الدقيق يمكّن المختص من وضع خطة علاجية مناسبة، قد تشمل:
- العلاج النفسي: خاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي أثبت فعاليته في علاج اضطراب القلق الاجتماعي. يركز هذا العلاج على تغيير الأفكار السلبية وتعديل السلوكيات المرتبطة بالقلق.
- العلاج الدوائي: مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)، أو البنزوديازيبينات في بعض الحالات.
- الدمج بين العلاجين: في كثير من الحالات، يكون الجمع بين العلاج النفسي والدوائي هو الخيار الأمثل.
دعوة للعمل
إذا كنت تشك في أنك قد تعاني من أعراض اضطراب القلق الاجتماعي، فلا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة. فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي هو بداية رحلة العلاج، وكلما كان التشخيص أسرع، كان العلاج أكثر فعالية.
تذكر أن اضطراب القلق الاجتماعي حالة شائعة ويمكن علاجها بنجاح. لا تدع الخوف من طلب المساعدة يمنعك من الحصول على الدعم الذي تحتاجه. مع العلاج المناسب، يمكنك التغلب على القلق الاجتماعي والاستمتاع بحياة اجتماعية أكثر راحة وإنتاجية.
الأسئلة الشائعة حول تشخيص القلق الاجتماعي
هل يمكن أن يتطور القلق الاجتماعي مع مرور الوقت؟
نعم، قد يتطور اضطراب القلق الاجتماعي تدريجياً مع مرور الوقت. في بعض الحالات، قد يبدأ كخوف من مواقف اجتماعية محددة ثم يتوسع ليشمل مجموعة واسعة من المواقف. كما قد يزداد سوءاً نتيجة لتجارب سلبية أو ضغوط حياتية.
هل يمكن تشخيص القلق الاجتماعي عند الأطفال؟
نعم، يمكن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي عند الأطفال. في الواقع، غالباً ما تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة. عند الأطفال، قد تظهر الأعراض بشكل مختلف، مثل البكاء، نوبات الغضب، التشبث بالوالدين، أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
هل يمكن أن يكون لدي قلق اجتماعي في بعض المواقف فقط؟
نعم، يمكن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي حتى إذا كان يقتصر على مواقف محددة. في الواقع، هناك نوع من اضطراب القلق الاجتماعي يسمى “النوع المحدد” الذي يقتصر على مواقف محددة مثل التحدث أمام الجمهور فقط، بينما لا يشعر الشخص بقلق في المواقف الاجتماعية الأخرى.
كم من الوقت يستغرق تشخيص القلق الاجتماعي؟
قد تستغرق عملية التشخيص جلسة واحدة أو عدة جلسات، اعتماداً على تعقيد الحالة ووضوح الأعراض. في بعض الحالات البسيطة، قد يتمكن المختص من الوصول إلى تشخيص في نهاية الجلسة الأولى، بينما في حالات أخرى قد يحتاج إلى المزيد من الوقت لجمع المعلومات واستبعاد التشخيصات البديلة.
هل التشخيص يعني أنني سأعاني من هذا الاضطراب طوال حياتي؟
لا، تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي لا يعني أنك ستعاني منه طوال حياتك. مع العلاج المناسب، يمكن للكثيرين التغلب على هذا الاضطراب أو على الأقل إدارة أعراضه بشكل فعال. نسبة الشفاء التام أو التحسن الكبير مرتفعة، خاصة مع الالتزام بالعلاج والممارسة المستمرة للمهارات المكتسبة خلاله.
خاتمة
فهم كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي خطوة مهمة في رحلة الشفاء. التشخيص الدقيق يفتح الباب أمام العلاج المناسب الذي يمكن أن يحسن جودة الحياة بشكل كبير. إذا كنت تشك في أنك قد تعاني من هذا الاضطراب، فلا تتردد في طلب المساعدة من مختص. تذكر أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل هو خطوة شجاعة نحو حياة أفضل وأكثر توازناً.
كما رأينا، فإن تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي يتم من خلال عملية شاملة ومنهجية تتضمن المقابلة السريرية، تقييم الأعراض، تطبيق المعايير التشخيصية، واستبعاد الأسباب الأخرى. هذه العملية تتطلب خبرة مهنية وتدريباً متخصصاً، لذا فإن اللجوء إلى المختصين المؤهلين هو الطريق الأمثل للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال.
لا تدع القلق الاجتماعي يحد من إمكاناتك أو يمنعك من الاستمتاع بالحياة. مع الفهم الصحيح والدعم المناسب، يمكنك التغلب على هذا التحدي والمضي قدماً نحو حياة اجتماعية أكثر ثراءً وسعادة.
المصادر والمراجع
تم الاستناد في إعداد هذا المقال حول دواء لعلاج الرهاب الاجتماعي إلى المصادر العلمية والطبية التالية:
- الجمعية الأمريكية للطب النفسي. (2022). كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الإصدار الخامس، النسخة المنقحة).
- منظمة الصحة العالمية. (2023) anxiete sociale إرشادات علاج اضطرابات القلق والرهاب.
- المعهد الوطني للصحة النفسية. (2024). كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي اضطراب القلق الاجتماعي: العلاجات والأبحاث الحديثة.
- الكلية الملكية للأطباء النفسيين.soziale angst (2023) دليل علاج اضطرابات القلق الاجتماعي.
- ستين، م.ب.، & شتاين، د.ج. (2022). كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي اقسم بالله هذا علاج الرهاب العلاجات الدوائية لاضطراب القلق الاجتماعي: مراجعة منهجية وتحليل تلوي. مجلة الطب النفسي العصبي.
- بانديولا-كاماسا، أ.، & بالدوين، د.س. (2023). ansia sociale استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج اضطرابات القلق. كيف يتم تشخيص القلق الاجتماعي مجلة علاج الاضطرابات النفسية.
- الجمعية العربية للطب النفسي. (2024) sosiaalinen ahdistus دليل الممارسة السريرية في علاج اضطرابات القلق.
- نشرة معلومات الأدوية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حول الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق.