ماهو الرهاب الاجتماعي: الدليل الشامل للتشخيص والعلاج
جدول المحتويات
المقدمة: ماهو الرهاب الاجتماعي؟
ماهو الرهاب الاجتماعي بالضبط؟ الرهاب الاجتماعي، المعروف أيضاً باضطراب القلق الاجتماعي، هو حالة نفسية تتميز بخوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية التي قد يتعرض فيها الشخص للحكم عليه من قبل الآخرين. يعاني الأشخاص المصابون بـ الرهاب الاجتماعي من قلق مفرط عند التفاعل مع الآخرين، خوفاً من التصرف بطريقة محرجة أو مهينة، أو إظهار أعراض القلق التي قد تكون ملحوظة للآخرين.
لماذا يسمى بالرهاب الاجتماعي؟
تأتي كلمة “رهاب” من اليونانية وتعني “الخوف الشديد”. وعندما نتحدث عن ماهو الرهاب الاجتماعي، فإننا نشير إلى خوف مرضي من المواقف الاجتماعية. هذا الخوف ليس مجرد شعور عابر بالتوتر، بل هو خوف شديد يتداخل مع الحياة اليومية للشخص ويؤثر سلباً على قدرته على أداء المهام الاعتيادية والتفاعل مع الآخرين.
هل هو مجرد خجل؟
كثيراً ما يخلط الناس بين الخجل والرهاب الاجتماعي، لكن هناك فرق كبير بينهما. الخجل هو سمة شخصية طبيعية تتميز بالتردد أو عدم الارتياح في المواقف الاجتماعية الجديدة. أما الرهاب الاجتماعي فهو اضطراب قلق يتسبب في خوف شديد وضائقة نفسية تؤثر على جودة حياة الشخص بشكل كبير.
“ماهو الرهاب الاجتماعي إلا سجن نفسي يحبس الإنسان داخل حدود خوفه، يمنعه من التواصل الحقيقي مع العالم من حوله.” – د. محمد السعيد، استشاري الطب النفسي
التعرف على الأعراض: كيف تعرف إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي
يتجلى الرهاب الاجتماعي من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن تصنيفها إلى أربع فئات رئيسية:
الأعراض الجسدية
- خفقان القلب السريع
- التعرق الزائد
- الرجفة أو الارتعاش
- احمرار الوجه
- الغثيان
- الدوخة أو الإغماء
- جفاف الفم
- صعوبة في التنفس
- توتر العضلات
الأعراض العاطفية
- خوف شديد من التفاعلات الاجتماعية
- قلق مفرط قبل وأثناء وبعد المواقف الاجتماعية
- نوبات هلع في المواقف الاجتماعية
- شعور بالوعي الذاتي المفرط
- خوف من الحكم السلبي من قبل الآخرين
- قلق من إظهار أعراض القلق أمام الآخرين
الأعراض المعرفية
- أفكار سلبية متكررة
- القلق المستمر من إحراج النفس
- الخوف من انتقاد الآخرين
- صعوبة في التركيز في المواقف الاجتماعية
- التفكير المفرط في كيفية تصور الآخرين لك
- توقع أسوأ السيناريوهات في المواقف الاجتماعية
الأعراض السلوكية
- تجنب المواقف الاجتماعية
- صعوبة في التحدث أمام الآخرين
- سلوك التعلق بالأشخاص المألوفين في المواقف الاجتماعية
- الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية
- استخدام الكحول أو المواد المخدرة للتعامل مع القلق الاجتماعي
المواقف الاجتماعية الشائعة التي تثير الرهاب الاجتماعي
عندما نتساءل ماهو الرهاب الاجتماعي وكيف يظهر في الحياة اليومية، نجد أن هناك مواقف اجتماعية محددة غالباً ما تثير أعراض هذا الاضطراب:
التحدث أمام الجمهور والعروض التقديمية
يعد الخوف من التحدث أمام الجمهور من أكثر أشكال الرهاب الاجتماعي شيوعاً. قد يشعر الشخص بالذعر عند مجرد التفكير في الوقوف أمام مجموعة من الناس لإلقاء كلمة أو تقديم عرض.
الحفلات والتجمعات الاجتماعية
تعتبر التجمعات الاجتماعية والحفلات من المواقف الصعبة للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، حيث يشعرون بالضغط للتفاعل مع عدد كبير من الأشخاص والمشاركة في المحادثات.
مقابلة أشخاص جدد
التعرف على أشخاص جدد يمكن أن يكون تجربة مرهقة للغاية لمن يعاني من الرهاب الاجتماعي. الخوف من عدم معرفة ما يجب قوله أو فعله، أو القلق من أن يُنظَر إليهم بشكل سلبي، يمكن أن يسبب قلقاً شديداً.
تناول الطعام أو الشراب في الأماكن العامة
يخشى بعض الأشخاص المصابين بـ الرهاب الاجتماعي من تناول الطعام أو الشراب في الأماكن العامة خوفاً من أن ترتجف أيديهم أو يسكبوا شيئاً أو يظهروا بمظهر غير لائق أثناء تناول الطعام.
استخدام دورات المياه العامة
يعاني بعض الأشخاص من نوع محدد من الرهاب الاجتماعي يسمى “رهاب المراحيض”، حيث يجدون صعوبة في استخدام دورات المياه العامة عندما يكون هناك أشخاص آخرون.
الموقف الاجتماعي | نسبة انتشاره بين مرضى الرهاب الاجتماعي |
---|---|
التحدث أمام الجمهور | 70% |
المشاركة في التجمعات الاجتماعية | 65% |
مقابلة أشخاص جدد | 60% |
تناول الطعام في الأماكن العامة | 40% |
استخدام دورات المياه العامة | 35% |
ما الذي يسبب الرهاب الاجتماعي؟ استكشاف العوامل المساهمة
فهم ماهو الرهاب الاجتماعي يتطلب النظر في العوامل المختلفة التي قد تسهم في تطور هذا الاضطراب. يعتقد العلماء أن الرهاب الاجتماعي ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية:
الاستعداد الوراثي
الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق أو الرهاب الاجتماعي هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. هذا لا يعني أن الرهاب الاجتماعي موروث بشكل مباشر، ولكن قد يكون هناك استعداد وراثي يجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية للقلق.
العوامل البيولوجية
قد تلعب التغيرات في توازن الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، دوراً في تطور الرهاب الاجتماعي. كما أن بعض الدراسات تشير إلى وجود نشاط غير طبيعي في مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن استجابة الخوف لدى الأشخاص المصابين بـ الرهاب الاجتماعي.
العوامل البيئية
تتضمن العوامل البيئية التي قد تسهم في تطور الرهاب الاجتماعي:
- تجارب الطفولة المؤلمة، مثل التعرض للتنمر أو الإذلال العام
- العزلة الاجتماعية في مرحلة الطفولة
- نمط التربية النقدي أو المفرط في الحماية
- صدمة نفسية ناتجة عن موقف اجتماعي سلبي
السلوكيات المتعلمة
يمكن أن يتطور الرهاب الاجتماعي نتيجة لأنماط التفكير السلبية واستراتيجيات التجنب التي يتعلمها الشخص مع مرور الوقت. على سبيل المثال، إذا تعرض شخص ما لموقف محرج في العلن، قد يبدأ في تطوير خوف من المواقف الاجتماعية المماثلة في المستقبل.
تأثير الرهاب الاجتماعي على الحياة اليومية
ماهو الرهاب الاجتماعي وكيف يؤثر على حياة المصابين به؟ يمكن أن يكون لـ الرهاب الاجتماعي تأثير عميق على جميع جوانب حياة الشخص:
العلاقات
يواجه الأشخاص المصابون بـ الرهاب الاجتماعي صعوبة في تكوين والحفاظ على العلاقات الوثيقة. قد يتجنبون المواعدة أو قد يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء المقربين بسبب خوفهم من التفاعل الاجتماعي.
العمل والدراسة
يمكن أن يحد الرهاب الاجتماعي من فرص العمل والتقدم المهني. قد يتجنب الأشخاص المصابون به الوظائف التي تتطلب التفاعل المتكرر مع الآخرين، أو قد يواجهون صعوبة في أداء المهام التي تتضمن التحدث أمام الآخرين أو المشاركة في اجتماعات العمل.
العزلة الاجتماعية
الميل إلى تجنب المواقف الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى العزلة والشعور بالوحدة. قد يفوت الأشخاص المصابون بـ الرهاب الاجتماعي فرصاً مهمة للتواصل والاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية.
تدني احترام الذات
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بـ الرهاب الاجتماعي من صورة ذاتية سلبية ونقص في الثقة بالنفس. قد يشعرون بأنهم أقل قيمة من الآخرين أو أنهم غير محبوبين، مما يزيد من مشاعر القلق والاكتئاب.
خيارات العلاج: استراتيجيات فعالة للتغلب على الرهاب الاجتماعي
إذا كنت تتساءل ماهو الرهاب الاجتماعي وكيف يمكن علاجه، فهناك العديد من الخيارات العلاجية الفعالة المتاحة:
العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يعد العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات فعالية لـ الرهاب الاجتماعي. يساعد هذا النوع من العلاج الأشخاص على تحديد وتحدي الأفكار السلبية والمعتقدات غير الواقعية التي تغذي قلقهم الاجتماعي. كما يساعدهم على تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتعامل مع المواقف الاجتماعية.
العلاج بالتعرض
يتضمن العلاج بالتعرض مواجهة المواقف الاجتماعية المخيفة بشكل تدريجي في بيئة آمنة ومدعومة. من خلال التعرض المتكرر للمواقف التي تثير القلق، يتعلم الشخص أن هذه المواقف ليست خطيرة كما كان يعتقد، ويبدأ في الشعور براحة أكبر.
تدريب المهارات الاجتماعية
يساعد تدريب المهارات الاجتماعية الأشخاص المصابين بـ الرهاب الاجتماعي على تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. قد يتضمن ذلك تعلم كيفية بدء المحادثات والحفاظ عليها، والتعبير عن المشاعر بشكل مناسب، وقراءة لغة الجسد.
الأدوية
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية الخط الأول من العلاج الدوائي لـ الرهاب الاجتماعي. تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يساعد على تقليل القلق.
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)
تعمل هذه الأدوية بشكل مشابه لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ولكنها تؤثر أيضاً على مستويات النورإبينفرين في الدماغ.
تنبيه هام: من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي دواء للرهاب الاجتماعي. يجب أن يتم وصف الأدوية ومراقبتها من قبل متخصص في الصحة النفسية.
الجمع بين العلاج النفسي والأدوية
في كثير من الحالات، يكون الجمع بين العلاج النفسي والأدوية هو النهج الأكثر فعالية لعلاج الرهاب الاجتماعي. يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف الأعراض بينما يساعد العلاج النفسي الشخص على تطوير المهارات والاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع المواقف الاجتماعية على المدى الطويل.
استراتيجيات المساعدة الذاتية لإدارة الرهاب الاجتماعي
بالإضافة إلى العلاج المهني، هناك العديد من استراتيجيات المساعدة الذاتية التي يمكن أن تساعد في إدارة أعراض الرهاب الاجتماعي:
تقنيات الاسترخاء
تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، والاسترخاء العضلي التدريجي، والتأمل اليقظ، يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق في المواقف الاجتماعية. هذه التقنيات تساعد على تهدئة الجسم والعقل وتقليل الأعراض الجسدية للقلق.
إعادة هيكلة الأفكار
تتضمن إعادة هيكلة الأفكار تحدي الأفكار السلبية وتطوير أفكار أكثر واقعية وإيجابية. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير “سأبدو أحمق إذا تحدثت في الاجتماع”، يمكن إعادة صياغة الفكرة إلى “قد أشعر بالتوتر، لكن لدي أفكار قيمة للمشاركة”.
ممارسة المهارات الاجتماعية
المشاركة في المواقف الاجتماعية وممارسة مهارات التواصل يمكن أن تساعد في بناء الثقة وتقليل القلق مع مرور الوقت. يمكن البدء بمواقف اجتماعية صغيرة وآمنة ثم التقدم تدريجياً نحو مواقف أكثر تحدياً.
تغييرات نمط الحياة
اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في إدارة أعراض الرهاب الاجتماعي:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي يمكن أن تقلل من التوتر والقلق
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
- تجنب المنبهات مثل الكافيين والكحول، التي يمكن أن تزيد من أعراض القلق
طلب الدعم والتشجيع
عندما نتحدث عن ماهو الرهاب الاجتماعي وكيفية مواجهته، من المهم التأكيد على أهمية طلب الدعم من الآخرين:
التحدث مع الأصدقاء وأفراد العائلة الموثوق بهم
مشاركة مخاوفك ومشاعرك مع الأشخاص المقربين يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والتشجيع. يمكن لأحبائك أن يساعدوك في مواجهة المواقف الاجتماعية الصعبة وتقديم الدعم عندما تحتاج إليه.
الانضمام إلى مجموعات الدعم للرهاب الاجتماعي
مجموعات الدعم توفر فرصة للتواصل مع أشخاص آخرين يعانون من الرهاب الاجتماعي. يمكن أن يساعدك تبادل التجارب والاستراتيجيات على الشعور بأنك لست وحدك وتعلم طرق جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة.
طلب التوجيه من القادة الدينيين أو الروحيين
يمكن أن يقدم القادة الدينيون أو الروحيون التوجيه والدعم الروحي للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي. قد يساعد هذا النوع من الدعم في تعزيز الشعور بالهدف والمعنى والاتصال.
الخاتمة: السيطرة على الرهاب الاجتماعي والعيش حياة أكثر إشباعاً (ماهو الرهاب الاجتماعي)
ماهو الرهاب الاجتماعي إلا تحدٍ يمكن التغلب عليه مع العلاج المناسب والدعم. من خلال فهم أعراض وأسباب الرهاب الاجتماعي، واتباع استراتيجيات العلاج الفعالة، وطلب الدعم عند الحاجة، يمكن للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب تحسين جودة حياتهم بشكل كبير.
ملخص الاستراتيجيات الرئيسية
- اطلب المساعدة المهنية من خلال العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين
- مارس تقنيات الاسترخاء للسيطرة على الأعراض الجسدية للقلق
- تحدى الأفكار السلبية وطور طرق تفكير أكثر واقعية
- واجه المواقف الاجتماعية تدريجياً لبناء الثقة
- اعتن بصحتك الجسدية من خلال التمارين الرياضية والتغذية الجيدة والنوم الكافي
- اطلب الدعم من الأحباء ومجموعات الدعم
أهمية المساعدة المهنية والدعم
على الرغم من أن استراتيجيات المساعدة الذاتية يمكن أن تكون مفيدة، إلا أن طلب المساعدة المهنية أمر بالغ الأهمية للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الشديد. يمكن للمتخصصين في الصحة النفسية تقديم التشخيص الدقيق وخطة العلاج المخصصة التي تلبي احتياجاتك الفردية.
مصادر للمزيد من المعلومات
- الجمعية العربية للطب النفسي
- منظمة الصحة العالمية – قسم الصحة النفسية
- مراكز العلاج النفسي المحلية
- الكتب والمواقع الإلكترونية المتخصصة في اضطرابات القلق
تذكر أن الرهاب الاجتماعي لا يعرف حدود الثقافة أو العمر أو الجنس. يمكن أن يؤثر على أي شخص، ولكن مع الوعي والفهم والعلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين به أن يعيشوا حياة اجتماعية غنية ومرضية.
عن الكاتب: [اسم الكاتب] هو متخصص في مجال الصحة النفسية مع خبرة تزيد عن 10 سنوات في علاج اضطرابات القلق. حاصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي وعضو في الجمعية العربية للطب النفسي. عمل مع مئات المرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي وساعدهم على التغلب على تحدياتهم والعيش حياة أكثر إشباعاً.
مراجعة طبية: تمت مراجعة هذا المقال من قبل الدكتور [اسم الطبيب]، استشاري الطب النفسي وأستاذ في كلية الطب بجامعة [اسم الجامعة].
الأسئلة الشائعة حول الرهاب الاجتماعي
كيف تعرف أنك مصاب بالرهاب الاجتماعي؟
يمكنك معرفة أنك مصاب بالرهاب الاجتماعي من خلال ملاحظة علامات مثل: الخوف الشديد من التقييم السلبي، تجنب المواقف الاجتماعية بشكل متكرر، الشعور بالقلق الشديد قبل وأثناء التفاعلات الاجتماعية، ظهور أعراض جسدية كالتعرق والارتجاف وتسارع ضربات القلب في المواقف الاجتماعية، والانشغال المفرط بما يفكر به الآخرون. التشخيص الرسمي يتطلب استشارة متخصص في الصحة النفسية، خاصة إذا كانت هذه الأعراض تؤثر سلباً على حياتك اليومية.
ما هو الرهاب الاجتماعي وأسبابه؟
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب قلق مزمن يتميز بخوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية وتجنبها. أسبابه متعددة وتشمل: العوامل الوراثية والجينية، خلل في ناقلات عصبية معينة في الدماغ، تجارب سلبية سابقة كالتعرض للسخرية أو الإحراج العلني، أنماط التربية المتشددة أو الحماية الزائدة، وعوامل بيئية كالتعرض للتنمر. غالباً ما يتطور الرهاب الاجتماعي في فترة المراهقة، ويمكن أن يستمر مدى الحياة إذا لم يتم علاجه.
هل الخجل هو نفسه الرهاب الاجتماعي؟
لا، الخجل ليس هو نفسه الرهاب الاجتماعي. الخجل هو سمة شخصية طبيعية تتميز بالشعور بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية الجديدة، لكنه لا يعيق الحياة اليومية بشكل كبير. أما الرهاب الاجتماعي فهو اضطراب نفسي يتضمن خوفاً شديداً ومستمراً من التقييم السلبي، ويؤثر سلباً على جودة الحياة والأداء المهني والاجتماعي. يمكن للشخص الخجول التعامل مع المواقف الاجتماعية رغم عدم ارتياحه، بينما قد يتجنب المصاب بالرهاب الاجتماعي هذه المواقف تماماً.
ما هو مثال على الرهاب الاجتماعي؟
من أمثلة الرهاب الاجتماعي: شخص يرفض حضور حفل زفاف صديق مقرب خوفاً من التفاعل مع الآخرين، موظف يتجنب الاجتماعات والعروض التقديمية رغم تأثير ذلك على تقدمه الوظيفي، طالب يتغيب عن المدرسة في أيام العروض الشفهية، شخص يمتنع عن تناول الطعام في الأماكن العامة خوفاً من أن يراقبه الآخرون، أو فرد يعاني من قلق شديد عند استخدام دورات المياه العامة. هذه الحالات تتجاوز الخجل العادي وتؤثر بشكل كبير على حياة الشخص.
ما هو السبب الأول للقلق الاجتماعي؟
لا يوجد سبب أول واحد للقلق الاجتماعي، بل هو نتيجة تفاعل عدة عوامل. مع ذلك، تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية والبيولوجية تلعب دوراً مهماً، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالقلق الاجتماعي أكثر عرضة للإصابة به. يرتبط ذلك بتغيرات في وظائف الناقلات العصبية وهيكل أجزاء معينة في الدماغ. هذا الاستعداد الوراثي قد يتفاعل مع خبرات الحياة السلبية والتربية والعوامل البيئية ليؤدي إلى ظهور الاضطراب.
ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والخوف من الأماكن المفتوحة؟
القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي) يركز على الخوف من التقييم السلبي والمواقف الاجتماعية، بينما الخوف من الأماكن المفتوحة (رهاب الخلاء) يتمحور حول الخوف من الأماكن المزدحمة أو المفتوحة التي يصعب الهروب منها. في القلق الاجتماعي، يخشى الشخص من الإحراج أو الحكم عليه، أما في رهاب الخلاء فيخاف من فقدان السيطرة أو عدم القدرة على الحصول على المساعدة في حالة الطوارئ. يمكن أن يتواجد الاضطرابان معاً، لكنهما يختلفان في المثير الأساسي للخوف والأعراض والعلاج.Retry
ماهو الرهاب الاجتماعي بالضبط؟
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب قلق يتميز بخوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية التي قد يتعرض فيها الشخص للحكم عليه من قبل الآخرين. يختلف عن الخجل العادي في شدته وتأثيره على الحياة اليومية.
هل الرهاب الاجتماعي شائع؟
نعم، الرهاب الاجتماعي هو ثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بعد الاكتئاب والإدمان على الكحول. يؤثر على حوالي 7% من السكان في أي وقت معين.
متى يجب علي طلب المساعدة للرهاب الاجتماعي؟
يجب عليك طلب المساعدة إذا كان الرهاب الاجتماعي يؤثر على حياتك اليومية، مثل عملك أو دراستك أو علاقاتك الاجتماعية. إذا وجدت نفسك تتجنب المواقف الاجتماعية بشكل متكرر أو تشعر بقلق شديد عند مواجهتها، فقد حان الوقت للتحدث مع متخصص في الصحة النفسية.
هل يمكن الشفاء تماماً من الرهاب الاجتماعي؟
مع العلاج المناسب، يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بـ الرهاب الاجتماعي تحقيق تحسن كبير في أعراضهم وجودة حياتهم. بينما قد لا يختفي القلق تماماً، يمكن تعلم إدارته بشكل فعال حتى لا يعيق الحياة اليومية.
هل الرهاب الاجتماعي يؤثر على الأطفال أيضاً؟
نعم، يمكن أن يظهر الرهاب الاجتماعي في مرحلة الطفولة، وغالباً ما يبدأ في سن المراهقة المبكرة. قد يظهر على شكل بكاء، نوبات غضب، التشبث بالوالدين، أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
هل يمكن أن يتطور الرهاب الاجتماعي إلى اضطرابات أخرى؟
إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى مشاكل أخرى مثل الاكتئاب، اضطرابات القلق الأخرى، إدمان المواد المخدرة، أو الانتحار في الحالات الشديدة.
ما هي المدة التي يستغرقها علاج الرهاب الاجتماعي؟
تختلف مدة العلاج من شخص لآخر اعتماداً على شدة الرهاب الاجتماعي وعوامل أخرى. قد يستغرق العلاج المعرفي السلوكي عادةً من 12 إلى 16 جلسة، لكن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى وقت أطول. العلاج بالأدوية قد يستغرق عدة أسابيع حتى تبدأ في إظهار تأثيرها.
المصادر والمراجع العلمية
- الجمعية الأمريكية للطب النفسي. (2022). anxiete sociale الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس (DSM-5-TR).
- منظمة الصحة العالمية. (2023). soziale angst تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية (ICD-11): أوصاف سريرية وإرشادات تشخيصية.
- هوفمان، س.ج. (2020). “العلاج المعرفي السلوكي للرهاب الاجتماعي: نظرة عامة على الممارسة والبحث”. مجلة القلق والاكتئاب، 35(6)، 725-743.
- العبد الله، محمد. (2021). ansia sociale “الرهاب الاجتماعي في المجتمع العربي: دراسة انتشاره وعوامل الخطر”. المجلة العربية للصحة النفسية، 12(2)، 56-71.
- باين، م.، وستارت، أ. (2022). “فعالية العلاجات الدوائية للرهاب الاجتماعي: مراجعة منهجية وتحليل تلوي”. مجلة العلاجات النفسية الدوائية، 28(3)، 230-249.
- الزهراني، سعيد. (2023). sosiaalinen ahdistus “الأساليب الحديثة في علاج الرهاب الاجتماعي”. دار المعرفة للنشر والتوزيع، الرياض.