إدمان الكافيين: فهم الآليات وتبديد الخرافات
مقدمة
هل تعلم أن أكثر من 90% من البالغين حول العالم يستهلكون الكافيين بشكل يومي؟ يعتبر الكافيين المنبه الأكثر استهلاكًا في العالم، مع استهلاك متوسط يصل إلى 300 مليار كوب من القهوة سنويًا. أصبح فنجان القهوة الصباحي، أو مشروب الشاي المسائي، أو علبة مشروب الطاقة قبل التمرين، طقوسًا أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في حياة الكثيرين منا.
لكن متى يتحول هذا الاستهلاك المنتظم إلى إدمان؟ وهل يمكن أن نصبح معتمدين على الكافيين بطريقة تؤثر سلبًا على صحتنا وحياتنا اليومية؟
في هذا المقال، سنتعمق في فهم إدمان الكافيين بشكل شامل، ونستكشف آليات عمله في الجسم، ونوضح الفرق بين الاعتماد والإدمان، ونناقش بعض الخرافات الشائعة حول هذا الموضوع. هدفنا هو تزويدك بفهم علمي دقيق وشامل لإدمان الكافيين ومساعدتك على تقييم علاقتك مع هذه المادة المنبهة الشائعة.
ما هو الكافيين؟
تعريف الكافيين ومصادره
الكافيين هو مادة كيميائية طبيعية تنتمي إلى فئة المنبهات المعروفة باسم “الزانثينات”. يُعرف علميًا باسم 1,3,7-trimethylxanthine، وهو مركب يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، مما يزيد من اليقظة ويقلل من الشعور بالتعب.
المصادر الطبيعية للكافيين
يتواجد الكافيين بشكل طبيعي في أكثر من 60 نوعًا من النباتات، وأشهرها:
- بذور القهوة: المصدر الأكثر شهرة للكافيين
- أوراق الشاي: خاصة الشاي الأسود والأخضر
- حبوب الكاكاو: المستخدمة في صناعة الشوكولاتة
- جوز الكولا: المستخدم في بعض المشروبات الغازية
- التي ماتي: مشروب شائع في أمريكا الجنوبية
المصادر الصناعية للكافيين
بالإضافة إلى المصادر الطبيعية، يتم إنتاج الكافيين صناعيًا وإضافته إلى العديد من المنتجات:
- المشروبات الغازية: مثل الكولا ومشروبات الطاقة
- الأدوية: مثل مسكنات الألم والأدوية المضادة للنعاس
- المكملات الغذائية: خاصة تلك المستخدمة لتعزيز الأداء الرياضي
- بعض الأطعمة: مثل الشوكولاتة والآيس كريم بنكهة القهوة
كيف يعمل الكافيين في الجسم
يعمل الكافيين من خلال آليات متعددة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي.
حصار مستقبلات الأدينوسين
الآلية الرئيسية لعمل الكافيين هي من خلال منع مادة الأدينوسين من الارتباط بمستقبلاتها في الدماغ. الأدينوسين هو ناقل عصبي يتراكم في الدماغ خلال فترات اليقظة، مما يسبب الشعور بالنعاس والتعب. يشبه الكافيين من حيث الهيكل الجزيئي الأدينوسين، مما يمكنه من الالتصاق بمستقبلات الأدينوسين والحيلولة دون ارتباط الأدينوسين بها.
عندما يمنع الكافيين الأدينوسين من أداء وظيفته، يزداد نشاط الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى:
- زيادة اليقظة والانتباه
- تحسين المزاج
- تقليل الشعور بالتعب
تحفيز إفراز النواقل العصبية
بالإضافة إلى ذلك، يعزز الكافيين إفراز مجموعة من النواقل العصبية المهمة:
- الدوبامين: المسؤول عن الشعور بالمتعة والمكافأة
- النورادرينالين: يزيد من معدل ضربات القلب والضغط الدموي
- السيروتونين: يحسن المزاج ويقلل من القلق
تأثيرات الكافيين على الأداء والمزاج
التأثير | الوصف | الآلية |
---|---|---|
تحسين اليقظة | زيادة الانتباه والتركيز | حصار مستقبلات الأدينوسين |
تعزيز المزاج | الشعور بالسعادة والتحفيز | زيادة إفراز الدوبامين |
تحسين الأداء البدني | زيادة القدرة على التحمل وتقليل التعب | تحفيز الجهاز العصبي المركزي |
تسريع الاستجابة | تقليل وقت رد الفعل | زيادة إفراز النورادرينالين |
تعريف إدمان الكافيين
ما هو إدمان الكافيين؟
إدمان الكافيين (Caffeine Addiction) هو حالة تتميز بالاستهلاك المتكرر والمفرط للكافيين، مع ظهور أعراض انسحاب عند التوقف عن تناوله، وصعوبة في السيطرة على استهلاكه رغم الآثار السلبية على الصحة أو الحياة اليومية.
المعايير التشخيصية لاضطراب استخدام الكافيين
وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يتم تصنيف “اضطراب استخدام الكافيين” كحالة تحتاج إلى مزيد من الدراسة. ومع ذلك، فإن المعايير المقترحة تشمل:
- استهلاك متكرر للكافيين يؤدي إلى مشاكل سريرية كبيرة، مع ظهور ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية خلال 12 شهرًا:
- استهلاك كميات أكبر من المقصودة
- رغبة مستمرة أو محاولات فاشلة لتقليل الاستهلاك
- قضاء وقت طويل في الحصول على الكافيين أو استهلاكه أو التعافي من آثاره
- اشتهاء شديد للكافيين
- استمرار الاستهلاك رغم المشاكل الاجتماعية أو المهنية
- التخلي عن أنشطة اجتماعية أو مهنية بسبب استهلاك الكافيين
- استمرار الاستهلاك رغم المشاكل الصحية الناتجة عنه
- تطور التحمل (الحاجة لكميات متزايدة للحصول على نفس التأثير)
- ظهور أعراض انسحاب عند التوقف
الفرق بين الاعتماد على الكافيين وإدمان الكافيين
من المهم التمييز بين الاعتماد على الكافيين وإدمان الكافيين، حيث أن المصطلحين غالبًا ما يستخدمان بالتبادل، لكنهما يشيران إلى حالات مختلفة:
الاعتماد على الكافيين
الاعتماد على الكافيين هو تكيف فسيولوجي للجسم مع وجود الكافيين، مما يؤدي إلى:
- ظهور أعراض انسحاب عند التوقف عن تناوله
- تطور التحمل (الحاجة لكميات أكبر للحصول على نفس التأثير)
- الحاجة المنتظمة لتناول الكافيين للحفاظ على الأداء الطبيعي
يمكن أن يكون الشخص معتمدًا على الكافيين دون أن يكون مدمنًا عليه، خاصة إذا كان استهلاكه منتظمًا لكن معتدلًا ولا يسبب مشاكل صحية أو اجتماعية.
إدمان الكافيين
إدمان الكافيين يتجاوز الاعتماد الفسيولوجي ليشمل نمط سلوكي قهري يتميز بـ:
- استهلاك قهري للكافيين رغم العواقب السلبية
- فقدان السيطرة على كمية وتكرار الاستهلاك
- استمرار الاستهلاك رغم المشاكل الصحية أو الاجتماعية أو المهنية
- انشغال الذهن بالحصول على الكافيين واستهلاكه
“الاعتماد هو تكيف الجسم مع وجود الكافيين، بينما الإدمان هو تكيف السلوك والعقل مع الحاجة للكافيين.”
كيف يتطور إدمان الكافيين
المسارات العصبية المتورطة في إدمان الكافيين
يتطور إدمان الكافيين من خلال تأثيره على مسارات المكافأة في الدماغ، وخاصة:
- مسار الدوبامين الميزوليمبي: يعرف أيضًا باسم “مسار المكافأة”، وهو المسار الرئيسي المتورط في جميع أنواع الإدمان. يعمل الكافيين على:
- زيادة إفراز الدوبامين في منطقة النواة المتكئة (Nucleus Accumbens)
- تعزيز الشعور بالمتعة والمكافأة
- تشكيل ذكريات إيجابية مرتبطة باستهلاك الكافيين
- نظام الغلوتامات: يلعب دورًا في تعزيز الذاكرة المرتبطة بالمكافأة وتشكيل عادات الاستهلاك.
- مسارات الجابا (GABA): يتدخل الكافيين في عمل الناقل العصبي المثبط GABA، مما يزيد من النشاط العصبي العام.
دور التحمل والانسحاب في استمرار استهلاك الكافيين
التحمل للكافيين
التحمل هو عملية تكيف الجسم مع وجود الكافيين المستمر، مما يؤدي إلى:
- تقليل الاستجابة للجرعة المعتادة من الكافيين
- الحاجة لكميات متزايدة للحصول على نفس التأثير المنشط
- زيادة عدد مستقبلات الأدينوسين في الدماغ
يمكن أن يتطور التحمل بسرعة نسبيًا، حيث يبدأ بعد أيام قليلة من الاستهلاك المنتظم للكافيين.
أعراض انسحاب الكافيين
عند التوقف المفاجئ عن استهلاك الكافيين، تظهر أعراض الانسحاب التي تشمل:
- الصداع: الأكثر شيوعًا ويمكن أن يكون شديدًا
- التعب والخمول: الشعور بالإرهاق رغم النوم الكافي
- صعوبة التركيز: تشتت الانتباه وضعف الأداء المعرفي
- تغيرات المزاج: تهيج، اكتئاب، قلق
- أعراض جسدية: غثيان، آلام عضلية، تباطؤ معدل ضربات القلب
تبدأ أعراض الانسحاب عادة بعد 12-24 ساعة من آخر استهلاك للكافيين، وتصل إلى ذروتها بعد 24-48 ساعة، وتستمر عادة لمدة 2-9 أيام.
تأثير الكافيين على مستويات الدوبامين في الدماغ
الدوبامين هو ناقل عصبي أساسي في نظام المكافأة، ويلعب دورًا مهمًا في تطور الإدمان. يؤثر الكافيين على مستويات الدوبامين من خلال:
- التأثير غير المباشر: على عكس المخدرات الأخرى التي تزيد الدوبامين مباشرة، يعمل الكافيين بشكل غير مباشر من خلال:
- منع مستقبلات الأدينوسين A2A، مما يقلل من تثبيط إطلاق الدوبامين
- تعزيز نشاط مستقبلات الدوبامين D2
- التأثير طويل المدى: الاستهلاك المستمر للكافيين يؤدي إلى:
- تغييرات في حساسية مستقبلات الدوبامين
- تعديلات في التعبير الجيني المرتبط بمسارات الدوبامين
- تغييرات هيكلية في مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة
هذه التأثيرات تساهم في تطوير وتعزيز إدمان الكافيين، حيث يسعى الشخص لتكرار الشعور بالمتعة والتحفيز المرتبط باستهلاك الكافيين.
الخرافات والمفاهيم الخاطئة الشائعة حول إدمان الكافيين
الخرافة #1: “الكافيين غير مضر”
هذه الخرافة شائعة جدًا، حيث يعتقد الكثيرون أن الكافيين آمن تمامًا بغض النظر عن كمية الاستهلاك. لكن الواقع مختلف.
الحقيقة:
رغم أن الكافيين آمن نسبيًا عند استهلاكه باعتدال، إلا أن الاستهلاك المفرط يمكن أن يسبب مشاكل صحية متعددة:
- اضطرابات النوم: الأرق، قلة جودة النوم، اضطراب إيقاعات النوم
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: ارتفاع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، عدم انتظام ضربات القلب
- مشاكل الجهاز الهضمي: تهيج المعدة، ارتجاع المريء، اضطرابات الأمعاء
- مشاكل نفسية: زيادة القلق، نوبات الهلع، تفاقم أعراض الاكتئاب
- تأثيرات أثناء الحمل: زيادة خطر الإجهاض، انخفاض وزن المولود
الجرعة الآمنة:
توصي منظمات الصحة بأن الاستهلاك الآمن للكافيين للبالغين الأصحاء لا يتجاوز:
- 400 ملغ يوميًا (ما يعادل حوالي 4 أكواب من القهوة)
- 200 ملغ للحوامل والمرضعات
- 100 ملغ للمراهقين
- عدم استهلاك الكافيين للأطفال دون سن 12
الخرافة #2: “لا يمكن أن تكون مدمنًا على الكافيين”
الحقيقة:
الأبحاث العلمية تدعم حقيقة أن الكافيين يمكن أن يسبب نوعًا من الإدمان، حتى لو كان أقل شدة من المواد الأخرى:
- دراسات التصوير العصبي: أظهرت تغييرات في نشاط الدماغ تشبه تلك التي تحدث في حالات الإدمان الأخرى
- الدراسات السلوكية: أظهرت أن مستهلكي الكافيين يظهرون سلوكيات مشابهة لسلوكيات الإدمان
- الدراسات الوراثية: حددت بعض العوامل الوراثية المرتبطة بزيادة خطر إدمان الكافيين
“دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الأمريكية وجدت أن 16% من مستهلكي الكافيين المنتظمين يظهرون معايير الإدمان.”
الخرافة #3: “فقط شاربو القهوة معرضون لخطر إدمان الكافيين”
الحقيقة:
الكافيين موجود في العديد من المشروبات والأطعمة، وليس فقط في القهوة:
المصدر | متوسط محتوى الكافيين |
---|---|
القهوة (كوب 240 مل) | 95-200 ملغ |
الشاي الأسود (كوب) | 14-70 ملغ |
الشاي الأخضر (كوب) | 24-45 ملغ |
مشروبات الطاقة (علبة) | 80-250 ملغ |
المشروبات الغازية (علبة) | 35-54 ملغ |
الشوكولاتة الداكنة (100 غرام) | 20-60 ملغ |
أقراص الكافيين | 100-200 ملغ |
بعض الأدوية | 16-200 ملغ |
أي شخص يستهلك هذه المنتجات بانتظام يمكن أن يطور اعتمادًا على الكافيين أو إدمانًا له.
الخرافة #4: “إدمان الكافيين ليس مشكلة خطيرة”
الحقيقة:
رغم أن إدمان الكافيين قد لا يكون خطيرًا مثل إدمان المخدرات الأخرى، إلا أنه يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة والصحة:
التأثيرات الصحية:
- اضطرابات النوم المزمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
- القلق المزمن وتفاقم الاضطرابات النفسية
- تأثير سلبي على صحة الجهاز الهضمي
- ارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلب
التأثيرات الاجتماعية والمهنية:
- صعوبة في الأداء بدون الكافيين
- تأثير سلبي على العلاقات بسبب التهيج والقلق
- مشاكل مالية بسبب الإنفاق المستمر على مشروبات الكافيين
- تأثير على الإنتاجية بسبب دورات النشاط والخمول
التأثيرات النفسية:
- دورات من الاعتماد والانسحاب
- الشعور بالعجز عن التحكم في الاستهلاك
- القلق المستمر حول الحصول على الجرعة التالية
الخلاصة
إدمان الكافيين هو ظاهرة حقيقية تستحق الاهتمام والفهم. من خلال هذا المقال، تعرفنا على:
- طبيعة الكافيين كمنبه طبيعي موجود في العديد من المشروبات والأطعمة
- آليات عمل الكافيين في الجسم وكيف يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي
- الفرق بين الاعتماد والإدمان على الكافيين
- كيفية تطور إدمان الكافيين من خلال التأثير على مسارات المكافأة في الدماغ
- الخرافات الشائعة حول الكافيين وإدمانه والحقائق العلمية المرتبطة بها
المعرفة هي الخطوة الأولى نحو اتخاذ قرارات صحية. لذا، نشجعك على تقييم استهلاكك للكافيين وتأثيره على صحتك وحياتك:
- راقب استهلاكك اليومي للكافيين من جميع المصادر
- لاحظ كيف يؤثر الكافيين على نومك ومزاجك وصحتك
- فكر في تقليل الاستهلاك تدريجيًا إذا كنت تستهلك أكثر من 400 ملغ يوميًا
- استشر الطبيب إذا كنت تعاني من مشاكل صحية مرتبطة باستهلاك الكافيين
تذكر أن الاستهلاك المعتدل للكافيين آمن للعديد من الأشخاص، لكن الوعي بالمخاطر المحتملة والاستهلاك المسؤول هو المفتاح للاستفادة من إيجابيات الكافيين مع تجنب سلبياته.
هل تعتقد أنك قد تكون معتمدًا على الكافيين؟ ما هي عاداتك في استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين؟ شاركنا تجربتك في التعليقات!
الأسئلة الشائعة حول إدمان الكافيين
ما هي الكمية الآمنة من الكافيين للاستهلاك اليومي؟
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومنظمة الصحة العالمية، تعتبر الكمية الآمنة من الكافيين للبالغين الأصحاء حوالي 400 ملغ يوميًا (ما يعادل حوالي 4 أكواب من القهوة). للحوامل والمرضعات، ينصح بتقليل الاستهلاك إلى 200 ملغ يوميًا، وللمراهقين حوالي 100 ملغ يوميًا. يُنصح بتجنب الكافيين للأطفال دون سن 12 عامًا.
كيف أعرف إذا كنت مدمنًا على الكافيين؟
قد تكون مدمنًا على الكافيين إذا لاحظت الأعراض التالية:
- تحتاج إلى كميات متزايدة من الكافيين للحصول على نفس التأثير المنشط
- تشعر بأعراض انسحاب (صداع، تعب، تهيج) عند التوقف عن تناول الكافيين
- تستمر في استهلاك الكافيين رغم المشاكل الصحية المرتبطة به (مثل اضطرابات النوم)
- تجد صعوبة في تقليل استهلاكك رغم محاولاتك المتكررة
- تشعر بقلق أو توتر إذا لم تتمكن من الحصول على جرعتك المعتادة من الكافيين
كم من الوقت تستمر أعراض انسحاب الكافيين؟
عادةً ما تبدأ أعراض انسحاب الكافيين بعد 12 إلى 24 ساعة من آخر استهلاك، وتصل إلى ذروتها بعد 24 إلى 48 ساعة. تستمر الأعراض في المتوسط من 2 إلى 9 أيام، لكن قد تختلف المدة حسب مستوى الاستهلاك المعتاد ومدة الاستهلاك والعوامل الفردية.
هل هناك فوائد للتوقف عن استهلاك الكافيين؟
نعم، قد تشمل فوائد التوقف عن استهلاك الكافيين أو تقليله:
- تحسن جودة النوم وزيادة مدته
- انخفاض مستويات القلق والتوتر
- استقرار مستويات الطاقة طوال اليوم
- انخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب
- تقليل مشاكل الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة والارتجاع
- توفير المال المنفق على المشروبات المحتوية على الكافيين
ما هي الطريقة الأفضل للتخلص من إدمان الكافيين؟
التخلص التدريجي من الكافيين هو الأسلوب الأكثر فعالية وأقل إزعاجًا. إليك خطوات يمكنك اتباعها:
- قم بتتبع استهلاكك الحالي: حدد كمية الكافيين التي تستهلكها يوميًا من جميع المصادر.
- قلل الاستهلاك تدريجيًا: خفض الكمية بنسبة 10-25% أسبوعيًا.
- استبدل المشروبات: جرب البدائل منزوعة الكافيين أو المشروبات العشبية.
- تعامل مع الأعراض: استخدم تقنيات الاسترخاء، شرب الماء بكثرة، والنوم الكافي للتخفيف من أعراض الانسحاب.
- التزم بروتين صحي: ممارسة الرياضة بانتظام، والتغذية السليمة، وتقنيات إدارة التوتر يمكن أن تساعد في التخلص من الإدمان.
هل يؤثر استهلاك الكافيين على جودة النوم حتى لو استهلكته في الصباح فقط؟
نعم، يمكن أن يؤثر الكافيين على النوم حتى إذا تم استهلاكه قبل ساعات طويلة من النوم. يستغرق الجسم حوالي 6-8 ساعات للتخلص من نصف كمية الكافيين المستهلكة (عمر النصف)، وقد يستغرق التخلص الكامل من الكافيين حتى 10-12 ساعة. لذلك، قد يتسبب استهلاك الكافيين في الظهيرة أو حتى الصباح المتأخر في اضطرابات النوم لدى الأشخاص الحساسين.
هل إدمان الكافيين مشكلة طبية معترف بها؟
الاعتماد على الكافيين معترف به كحالة طبية في التصنيف الدولي للأمراض (ICD). وفي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، تم إدراج “اضطراب استخدام الكافيين” في قسم الحالات التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة، مما يشير إلى أن المجتمع الطبي يعترف بوجود المشكلة لكن التفاصيل التشخيصية لا تزال قيد البحث.
هل يتفاعل الكافيين مع الأدوية؟
نعم، يمكن أن يتفاعل الكافيين مع العديد من الأدوية، بما في ذلك:
- مضادات الاكتئاب: خاصة مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAOIs)
- أدوية الربو: مثل ثيوفيلين (Theophylline)
- مضادات الذهان: مثل كلوزابين (Clozapine)
- أدوية ضغط الدم: قد يقلل الكافيين من فعاليتها
- حبوب منع الحمل: قد تقلل من سرعة استقلاب الكافيين
- مدرات البول: يمكن أن تزيد تأثيرات الكافيين المدرة للبول
من المهم استشارة الطبيب حول تفاعل الكافيين مع أي أدوية تتناولها.
كيف يختلف تأثير الكافيين من شخص لآخر؟
يختلف تأثير الكافيين بشكل كبير بين الأفراد بسبب عدة عوامل:
- العوامل الوراثية: تؤثر الجينات على سرعة استقلاب الكافيين
- الجنس: تميل النساء إلى استقلاب الكافيين بشكل أبطأ من الرجال
- العمر: كبار السن يستقلبون الكافيين بشكل أبطأ
- الحالة الصحية: أمراض الكبد والكلى تؤثر على استقلاب الكافيين
- التدخين: المدخنون يستقلبون الكافيين بشكل أسرع (حوالي 50%)
- الحمل: يتضاعف وقت استقلاب الكافيين أثناء الحمل
- مستوى التحمل: الاستهلاك المنتظم يؤدي إلى تطوير التحمل
هذه العوامل تفسر لماذا قد يشعر شخص ما بالأرق بعد كوب واحد من القهوة، بينما يمكن لشخص آخر أن ينام بعد استهلاك كمية أكبر من الكافيين.
هل توجد بدائل طبيعية للكافيين؟
نعم، هناك عدة بدائل طبيعية يمكن أن تساعد في زيادة الطاقة بدون آثار الكافيين السلبية:
- الجينسنغ: يساعد في تحسين الطاقة والتركيز
- الماتشا: تحتوي على كمية قليلة من الكافيين مع الثيانين، مما يوفر طاقة متوازنة بدون تأثيرات سلبية
- الروزماري: يمكن أن يحسن الذاكرة والتركيز
- الجذر العرقسوس: يدعم وظائف الغدة الكظرية ويزيد الطاقة
- الكاكاو الخام: يحتوي على كميات صغيرة من الكافيين مع مضادات الأكسدة المفيدة
- ممارسة الرياضة بانتظام: تزيد من مستويات الطاقة بشكل طبيعي
- التعرض للضوء الطبيعي: يساعد في تنظيم إيقاعات النوم والاستيقاظ
المصادر والمراجع العلمية
مصادر علمية موثوقة
- American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (5th ed.). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing.
- Turnbull, D., Rodricks, J. V., Mariano, G. F., & Chowdhury, F. (2017). Caffeine and cardiovascular health. Regulatory Toxicology and Pharmacology, 89, 165-185. https://doi.org/10.1016/j.yrtph.2017.07.025
- Meredith, S. E., Juliano, L. M., Hughes, J. R., & Griffiths, R. R. (2013). Caffeine Use Disorder: A Comprehensive Review and Research Agenda. Journal of Caffeine Research, 3(3), 114-130. https://doi.org/10.1089/jcr.2013.0016
- Temple, J. L., Bernard, C., Lipshultz, S. E., Czachor, J. D., Westphal, J. A., & Mestre, M. A. (2017). The Safety of Ingested Caffeine: A Comprehensive Review. Frontiers in Psychiatry, 8, 80. https://doi.org/10.3389/fpsyt.2017.00080
- Nehlig, A., Daval, J. L., & Debry, G. (1992). Caffeine and the central nervous system: mechanisms of action, biochemical, metabolic and psychostimulant effects. Brain Research Reviews, 17(2), 139-170. https://doi.org/10.1016/0165-0173(92)90012-b
- Ferré, S. (2016). Mechanisms of the psychostimulant effects of caffeine: implications for substance use disorders. Psychopharmacology, 233(10), 1963-1979. https://doi.org/10.1007/s00213-016-4212-2
- Wikoff, D., Welsh, B. T., Henderson, R., Brorby, G. الرهاب الاجتماعي P., Britt, J., Myers, E., Goldberger, J., Lieberman, H. R., O’Brien, C., Peck, J., Tenenbein, M., Weaver, C., Harvey, S., Urban, J., & Doepker, C. (2017). Systematic review of the potential adverse effects of caffeine consumption in healthy adults, pregnant women, adolescents, and children. Food and Chemical Toxicology, 109, 585-648. https://doi.org/10.1016/j.fct.2017.04.002
- Fredholm, B. B., Bättig, K., Holmén, J., Nehlig, A., & Zvartau, E. E. (1999). Actions of caffeine in the brain with special reference to factors that contribute to its widespread use. Pharmacological Reviews, 51(1), 83-133.
- McLellan, T. M., Caldwell, J. A., & Lieberman, H. R. (2016). A review of caffeine’s effects on cognitive, physical and occupational performance. Neuroscience & Biobehavioral Reviews, 71, 294-312. https://doi.org/10.1016/j.neubiorev.2016.09.001
- Sajadi-Ernazarova KR, Anderson J, Dhakal A, et al. Caffeine Withdrawal. [Updated 2023 Jul 17]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430790/
منظمات صحية ومصادر موثوقة
- World Health Organization. (2022). Caffeine Consumption Guidelines. https://www.who.int/publications/
- U.S. Food and Drug Administration anxiete sociale . (2021). Spilling the Beans: How Much Caffeine is Too Much? https://www.fda.gov/consumers/consumer-updates/spilling-beans-how-much-caffeine-too-much
- Mayo Clinic. (2022). Caffeine: How much is too much? https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/nutrition-and-healthy-eating/in-depth/caffeine/art-20045678
- National Center for Complementary and Integrative Health. (2022). Herbs at a Glance: Green Tea. https://www.nccih.nih.gov/health/green-tea
- Cleveland Clinic. (2023). Caffeine: How to Hack Your Sensitivity. https://health.clevelandclinic.org/caffeine-sensitivity/